🕊️ من هي أولغا كييف؟
أولغا كييف (890 – 969 م) تُعتبر واحدة من أكثر النساء تأثيرًا في تاريخ أوروبا الشرقية وروسيا. كانت أولغا زوجة الأمير إيغور حاكم كييف، وبعد وفاته، أصبحت الوصية على العرش لابنها الصغير الأمير سفياتوسلاف. عُرفت أولغا بذكائها، وحكمتها السياسية، وقوة إرادتها، ولكن ما جعلها مشهورة في كتب التاريخ هو سلسلة من أعمال الانتقام الصادمة ضد قبائل الدريفليان الذين قتلوا زوجها.
🔥 الانتقام الأسطوري
بعد مقتل الأمير إيغور على يد قبائل الدريفليان عام 945م، أرسلت أولغا ردًا عنيفًا. القصة الأشهر تقول إنها دعت ممثلين من القبيلة بحجة التفاوض، ثم أمرت بدفنهم أحياء. لم تكتفِ بذلك، بل استمرت بحملات انتقامية خططت لها بعناية، دمرت خلالها مدينة الدريفليان بالكامل مستخدمة الحيلة والقوة.
ومن أغرب القصص التاريخية عن انتقامها، أنها طلبت من المدينة التي حاصرتها تقديم "ثلاثة حمام و3 عصافير من كل منزل" كهدية استسلام، ثم أمرت جنودها بربط فحم مشتعلة في أرجل الطيور وإطلاقها، فحلّ الدمار على المدينة حين عادت الطيور إلى أعشاشها، مشعلة النيران في كل مكان.
✝️ التحول إلى المسيحية
رغم تاريخها الدموي، خضعت أولغا لتحول روحي كبير. في أواسط القرن العاشر، اعتنقت المسيحية الأرثوذكسية، وأصبحت من أوائل الحكام المسيحيين في كييف. سافرت إلى القسطنطينية حيث تم تعميدها على يد الإمبراطور البيزنطي، وأصبحت من دعاة نشر المسيحية في أراضي الروس، رغم مقاومة ابنها سفياتوسلاف لهذا التغيير.
👑 إرثها التاريخي
-
كانت أولغا أول حاكم روسي يتم تعميده مسيحيًا.
-
ساعدت في وضع اللبنات الأولى لتحويل كييف روس إلى مملكة مسيحية، وهو ما استكمله حفيدها فلاديمير الكبير.
-
اعترف بها الكنيسة الأرثوذكسية كقديسة، وأطلق عليها لقب "مساوية الرسل" تقديرًا لدورها في نشر المسيحية.
-
يوم عيدها في التقويم الأرثوذكسي هو 11 يوليو.
❓أسئلة شائعة (FAQ)
س: لماذا تُعتبر أولغا كييف شخصية تاريخية مهمة؟
ج: لأنها ساعدت في نقل كييف روس من الوثنية إلى المسيحية، وكان لها تأثير عميق على مسار التاريخ الروسي والديني.
س: هل كانت أعمال انتقامها حقيقية؟
ج: نعم، تم توثيقها في السجلات التاريخية مثل "الوقائع الأولية"، ورغم أن بعض التفاصيل قد تكون مبالغًا فيها، إلا أن جوهر الأحداث معترف به.
س: ما سبب تقديس الكنيسة لها رغم العنف؟
ج: لأن الكنيسة ترى في توبتها واعتناقها المسيحية، ونشرها للإيمان بين الناس، أمورًا تفوق ماضيها، مما يجعلها مثالًا للتوبة والتحول.
✅ الخاتمة
قصة أولغا كييف هي توازن مذهل بين العنف والرحمة، الانتقام والإيمان. امرأة بدأت حياتها كوصية على العرش ومقاتلة عنيدة، وانتهت كقديسة تخلدها الكنيسة في سجلاتها المقدسة. إرثها لا يزال حيًا في ذاكرة التاريخ، رمزًا لقوة النساء وقدرتهن على التأثير وتغيير مسارات الشعوب
تعليقات
إرسال تعليق
اكتب إنتقادك فبكم نرتقي