القائمة الرئيسية

الصفحات

العزير: شخص أم نبي؟ الجدل الديني المستمر بين الأديان

 

تمثال رمزي لشخصية العزير المثيرة للجدل

مقدمة

تُعد شخصية العزير من الشخصيات المثيرة للجدل في التاريخ الديني، حيث يتقاطع حولها الفكر الإسلامي واليهودي والمسيحي. ففي الوقت الذي تراه بعض الديانات نبيًا، تختلف أخرى وتراه رجلاً صالحًا فقط. فمن هو العزير؟ وهل كان نبيًا بالفعل؟ وما سبب الجدل الكبير حوله بين أهل الكتاب والمسلمين؟


من هو العزير؟

العزير هو شخصية ورد ذكرها في القرآن الكريم في سورة البقرة، حيث يقول الله تعالى:
﴿أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَىٰ قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىٰ يُحْيِي هَـٰذِهِ ٱللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَاۖ فَأَمَاتَهُ ٱللَّهُ مِاْئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ﴾

وقد أشار المفسرون إلى أن هذه الآية تتحدث عن العزير، الذي أحياه الله بعد أن أماته مئة عام.


العزير في الإسلام

في العقيدة الإسلامية، لا يُعتبر العزير نبيًا بشكل صريح، حيث لم يُذكر اسمه في قائمة الأنبياء التي وردت في القرآن، لكنه يُعتبر رجلًا صالحًا آمن بالله، وأظهر الله فيه معجزة إحياء الموتى من خلال إحيائه هو نفسه بعد موته لمدة مئة عام.

كما ورد في التفسير أن العزير عاد إلى قومه بعد بعثه، فأنكروا معرفته لأنه غاب عنهم طويلًا، لكنه أثبت لهم من خلال علمه بالتوراة أنه هو ذاته، مما جعل البعض يقول إنه من أحيا الله به العلم بعد أن ضاع.


العزير في اليهودية

أما في الديانة اليهودية، فالعزير يُعرف باسم "عزرا" (Ezra)، ويُعد من كبار الكهنة والكتبة في عهد ما بعد السبي البابلي. يُنسب إليه تجديد التوراة وترميم الحياة الدينية في أورشليم. وتكن له الديانة اليهودية احترامًا كبيرًا، حتى أن بعض المراجع تشير إلى أن بعض طوائف اليهود اعتبروه ابن الله، وهو ما أشار إليه القرآن الكريم:

﴿وَقَالَتِ ٱلْيَهُودُ عُزَيْرٌ ٱبْنُ ٱللَّهِ﴾ — التوبة: 30

وهذا القول لا يعبر عن إجماع يهودي، بل عن اعتقاد شذَّت به بعض الفئات، حسب تفسير العلماء.


العزير في المسيحية

المسيحية لا تذكر العزير بصيغة واضحة، لكن بعض الباحثين يشيرون إلى أن المسيحية تأثرت برمزية عزرا كمصلح ديني. غير أن مكانته في المسيحية تبقى ثانوية وغير محورية مقارنة بغيره من الأنبياء أو الرسل.


سبب الجدل بين الأديان

  1. التأليه والنبوة:
    أبرز ما أثار الجدل هو الزعم بأن بعض اليهود قالوا إن العزير ابن الله، ما يشابه القول المسيحي عن عيسى عليه السلام، وهو ما رفضه الإسلام تمامًا.

  2. عدم ورود نبوته بشكل صريح:
    عدم تصريح القرآن أو السنة بنبوته جعل مكانته محل جدل بين المسلمين، بعكس موسى أو داود.

  3. اختلاف التسمية:
    الاختلاف في الاسم (العزير في الإسلام، وعزرا في اليهودية) يزيد من احتمالات التباين في الروايات حول شخصيته.


هل العزير نبي أم رجل صالح؟

السؤال ما يزال مطروحًا، والراجح عند غالبية علماء المسلمين أنه ليس نبيًا بل رجل صالح أظهر الله به آية عظيمة. أما اليهود فيرونه كاهنًا ومصلحًا دينيًا عظيمًا، ولا دليل قاطع على أنه نبي في كتبهم.


الأسئلة الشائعة (FAQs)

1. هل ذكر العزير في القرآن؟
نعم، ورد في سورة البقرة والتوبة.

2. هل العزير نبي في الإسلام؟
لا، ليس هناك نص قرآني صريح يذكره كـ"نبي"، وإنما يُعد رجلًا صالحًا.

3. ما سبب الجدل حول العزير؟
بسبب أقوال نسبت له الألوهية من بعض فئات اليهود، واختلاف مكانته في الأديان.

4. هل العزير هو عزرا الكاتب؟
يرجح كثير من العلماء أن العزير في الإسلام هو ذاته عزرا في اليهودية.

5. هل توجد معجزات ارتبطت بالعزير؟
نعم، المعجزة الكبرى هي إحياؤه بعد موته لمئة عام.


خاتمة

شخصية العزير تظل واحدة من الشخصيات المثيرة في كتب الأديان السماوية، حيث يلتقي عندها الخلاف والتأويل بين النصوص والتفسيرات. سواء اعتبره البعض نبيًا أو رجلًا صالحًا، تبقى قصته درسًا عظيمًا في الإيمان والعودة إلى الله، وإحياء ما اندثر من العلم والدين

author-img
التفكر في الأشياء التي قد يكون لها إثراء جمالي على حياة الناس بشكل ملمس وملحوظ

تعليقات