مقدمة
من بين جميع المنشآت النووية الإيرانية، يبرز مفاعل بوشهر كواحد من أخطر المفاعلات على المستوى الإقليمي والدولي. تكمن خطورته في موقعه الجغرافي الحساس، بنيته التحتية القديمة، وضعف الشفافية في تشغيله، إضافة إلى طبيعته السياسية المثيرة للجدل. في هذا المقال، نسلط الضوء على جميع الجوانب التي تجعل من بوشهر قنبلة نووية محتملة تهدد الخليج والعالم.
ما هو مفاعل بوشهر؟
مفاعل بوشهر هو أول محطة طاقة نووية في إيران، يقع في محافظة بوشهر جنوب البلاد، على بعد كيلومترات قليلة من الخليج العربي. بدأت فكرة المشروع في السبعينيات بمساعدة ألمانية، وتوقفت بسبب الثورة الإيرانية، ثم أُعيد بناؤه بمساعدة روسية خلال التسعينيات. دخل الخدمة الفعلية عام 2011 لتوليد الطاقة الكهربائية.
لماذا يُعد مفاعل بوشهر الأخطر في إيران؟
1. موقعه الزلزالي
بوشهر تقع ضمن نطاق نشط زلزاليًا. الزلازل ليست احتمالاً نظريًا فحسب، بل وقعت عدة هزات أرضية قوية في العقود الأخيرة بالقرب من المفاعل. هذا يشكل تهديدًا دائمًا باحتمال حدوث تسرب إشعاعي هائل مثل كارثة فوكوشيما أو تشيرنوبل.
2. الافتقار للبنية التحتية الحديثة
تم بناء أساسات المفاعل في السبعينيات، وتم استكماله لاحقًا بتقنيات قديمة نسبيًا. هذا يثير التساؤلات حول قدرته على تحمل الحوادث الطارئة أو الكوارث الطبيعية الكبرى.
3. السرية وقلة الشفافية
رغم خضوعه رسميًا لإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إلا أن التقارير بشأن مفاعل بوشهر نادرة وغير شفافة. لا تتوفر بيانات مفصلة عن معدلات الإشعاع، أنظمة الأمان، أو خطط الطوارئ.
4. قربه من المناطق السكانية والخليج العربي
يقع المفاعل على بعد أقل من 300 كلم من مدن رئيسية في الخليج كالكويت، الدمام، الدوحة، وحتى البحرين. أي تسرب إشعاعي قد يؤدي إلى تلوث هوائي ومائي في نطاق واسع يتجاوز حدود إيران.
5. التهديدات الجيوسياسية
في حال اندلاع حرب إقليمية، سيُعد مفاعل بوشهر هدفًا استراتيجيًا. ضربه بصاروخ أو قصفه قد يؤدي إلى كارثة نووية تفوق في حجمها الحروب التقليدية.
الآثار المحتملة في حال وقوع كارثة
-
تسرب إشعاعي مهدد لحياة الملايين في إيران والخليج.
-
تلوث المياه في الخليج العربي الذي تعتمد عليه دول الخليج لتحلية مياه الشرب.
-
آثار صحية طويلة الأمد مثل السرطان وتشوهات الأجنة.
-
انهيار اقتصادي مؤقت بسبب توقف التجارة في مضيق هرمز.
كيف تنظر الدول المجاورة إلى المفاعل؟
أعربت السعودية، الإمارات، والبحرين عن مخاوف واضحة بشأن المفاعل، خصوصًا لغياب آلية إنذار مبكر مشترك أو بروتوكولات إخلاء سكانية إقليمية. وهناك دعوات مستمرة لإخضاع المفاعل لمزيد من الرقابة الدولية الشفافة.
ما الذي يمكن فعله للحد من خطورته؟
-
تطوير وتحديث أنظمة الأمان في المفاعل.
-
إنشاء آلية إنذار مبكر تشمل دول الخليج.
-
تعزيز الشفافية من قبل إيران حول تقارير الصيانة والطوارئ.
-
تدويل المراقبة من خلال لجان فنية من الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
الأسئلة الشائعة (FAQs)
هل إيران تستخدم مفاعل بوشهر لصناعة أسلحة نووية؟
لا يوجد دليل رسمي حتى الآن، لكن هناك شكوك دولية بسبب قلة الشفافية.
هل سبق أن تعرض المفاعل لحوادث؟
نعم، تم تسجيل عدة حوادث تسرب بسيطة تم التستر عليها.
هل يمكن أن تؤدي الزلازل إلى كارثة في بوشهر؟
نعم، المنطقة معرضة للزلازل القوية، واحتمال انهيار النظام الوقائي وارد.
ما دور روسيا في المفاعل؟
روسيا قامت ببنائه وتزويد إيران بالوقود النووي، لكنها غير مسؤولة عن الإشراف اليومي عليه.
الخاتمة
مفاعل بوشهر لا يُمثل مجرد منشأة طاقة، بل مركزًا جيوسياسيًا حساسًا قد يتحول في أي لحظة إلى مصدر تهديد كارثي. وبدون الشفافية الدولية، وتعزيز البنية التحتية، وتعاون إقليمي فعّال، فإن احتمالية تحوله إلى مصدر كارثة تزداد مع مرور الوقت.
تعليقات
إرسال تعليق
اكتب إنتقادك فبكم نرتقي