القائمة الرئيسية

الصفحات

الضوضاء الصامتة: كيف تؤثر الموجات فوق الصوتية غير المسموعة على حياتنا دون أن نشعر؟

 

الموجات فوق الصوتية وتأثيراتها الخفية

مقدمة

في عالم مليء بالإشارات والذبذبات، نعرف الكثير عن الضوضاء التي نسمعها، لكن ماذا عن تلك التي لا نسمعها؟ هل تعلم أن هناك ضوضاء تُصدرها بعض الأجهزة لا يمكن لأذن الإنسان التقاطها، لكنها تؤثر علينا من حيث لا نشعر؟ هذا ما يُعرف بـ"الضوضاء الصامتة" أو الموجات فوق الصوتية غير المسموعة.

ما هي الموجات فوق الصوتية غير المسموعة؟

الموجات فوق الصوتية هي ذبذبات صوتية تقع بترددات أعلى من نطاق السمع البشري (أي فوق 20,000 هرتز). ومع أن أذاننا لا تستطيع سماعها، فإنها لا تمر دون تأثير. الأجهزة الإلكترونية، وكاميرات المراقبة، وأنظمة الكشف، وحتى بعض المصابيح الذكية تُصدر هذه الموجات.

كيف تؤثر هذه الموجات علينا؟

تشير دراسات حديثة إلى أن التعرض الطويل للموجات فوق الصوتية قد يؤدي إلى:

  • القلق والتوتر بدون سبب واضح

  • الصداع المستمر

  • اضطرابات في النوم

  • تشويش ذهني

  • تغيرات هرمونية طفيفة

وقد ربطت بعض الأبحاث بين هذه الأعراض وما يُعرف بـ"متلازمة حساسية الترددات العالية"، حيث يعاني الأشخاص من أعراض مشابهة عند تواجدهم بالقرب من مصادر هذه الموجات.

مصادر الموجات غير المسموعة في حياتنا اليومية

  • المكاتب الذكية: أجهزة كشف الحركة، أنظمة التكييف الذكية

  • المنازل الحديثة: المساعدات الصوتية، الحساسات اللاسلكية

  • المراكز التجارية: كاميرات المراقبة، أنظمة منع السرقة

  • الهواتف المحمولة: خاصية التتبع بالأشعة فوق الصوتية

لماذا لا يتم الحديث عن هذا الموضوع؟

لأن الموضوع لا يزال غير مُثبت بشكل قاطع علميًا، حيث إن الكثير من المؤسسات تتجنب تمويل أبحاث قد تُهدد مصالح صناعات التقنية الذكية. كما أن العديد من الشركات المنتجة لهذه الأجهزة لا تدرج هذه الموجات ضمن مواصفاتها الفنية.

دراسات علمية تدعم هذه الظاهرة

في دراسة أجرتها جامعة ساوثهامبتون البريطانية عام 2015، وُجد أن نسبة كبيرة من الموظفين في مبانٍ ذكية أبلغوا عن شعورهم بإرهاق مستمر وقلق نفسي دون مسبب واضح، وتبين لاحقًا أن المكان يحتوي على عدة مصادر لموجات فوق صوتية غير مرئية.

وفي بحث نشرته مجلة "Journal of Environmental Psychology"، تم الربط بين وجود ترددات عالية غير مسموعة وزيادة في مستوى الكورتيزول في الدم (هرمون التوتر).

كيف يمكننا الحماية؟

  • استخدام أجهزة كشف الترددات العالية

  • تقليل عدد الأجهزة الذكية في محيط النوم والعمل

  • التهوية الجيدة وتجنب الأماكن المغلقة المليئة بالإلكترونيات

  • تثبيت فلاتر صوتية سلبية في المكاتب والمنازل


❓ الأسئلة الشائعة (FAQs)

ما الفرق بين الموجات فوق الصوتية والضوضاء العادية؟

الموجات فوق الصوتية أعلى من 20,000 هرتز ولا تُسمع، بينما الضوضاء العادية تقع ضمن نطاق السمع (20-20,000 هرتز).

هل الأجهزة المنزلية العادية تطلق هذه الموجات؟

نعم، خاصة الأجهزة الحديثة مثل المساعدات الذكية، أجهزة الإنذار، وحتى بعض المصابيح الذكية.

هل يمكن قياس هذه الموجات؟

يمكن باستخدام أجهزة كشف خاصة تُعرف بـ"Ultrasonic Detectors".

هل التأثيرات النفسية مثبتة علميًا؟

هناك دراسات تدعم الفرضية، لكنها ليست نهائية، ويُطلب المزيد من البحث لتأكيدها علميًا.


🔚 الخاتمة

في عالم يزداد ذكاءً واعتمادًا على التكنولوجيا، تصبح الضوضاء الصامتة تهديدًا غير مرئي لصحتنا النفسية والجسدية. ليس المطلوب أن نهرب من التكنولوجيا، بل أن نستخدمها بوعي وأن نُطالب بالمزيد من الشفافية في مواصفات الأجهزة التي تحيط بنا. فربما أكثر ما يؤذينا، هو ما لا نسمعه.

author-img
التفكر في الأشياء التي قد يكون لها إثراء جمالي على حياة الناس بشكل ملمس وملحوظ

تعليقات